مروان موسي هو رابر ومنتج موسيقي مصري، يجمع بين النصوص الهزلية والمعقدة، مع لازمات تجذب الآذان وإنتاجات تحلّق بالعقول
ليس من الضروري أن تكون متابعا جيدا لكي تدرك أن مشهد الراب المصري في تصاعد شديد. في الماضي، كان الراب العربي يتذيل حجم ومستوى إنتاجات الهيب هوب العالمية، ولكن يبدو أنّ هذا قد تغير الآن ، ففنانوا الشرق الاوسط لا يكتفون بمسايرة المستجدات، ولكن أيضا يصبون لمسة جمالية خاصة بالمنطقة
ألق نظرة على مروان موسي ، لازماته مشتعلة وموسيقاه كأنها نابعة من اطلانطا. ورغم كونه جديدا نسبيا في المجال إلا أن هذا لا يجعل منه مبتدئا، ففي عالم الراب العربي هو مواكب لأحدث التقنيات. أصله من الاسماعيلية، موسي نشأ في القاهرة وحاليا مستقر في لوس انجلوس بكاليفورنيا أين يدرس هندسة الصوت
"شعرنا كأننا الوحيدون الذين يستمعون إلي اغاني الراب في مصر"
بدأ موسي مسيرته كرابر بعد مشاهدة فيلم "8 مايل" عام 2004. "أنا وصديقي عمر كنا نستمع يوميا الي ايمنيم، 50 سينت ودا جايم في طريقنا إلى المدرسة، ذهابا وإيابا، ثم تعمقنا اكثر واكثر إلى أن تعرفنا على فنانين مثل تويستا وكاميرون وكاسيدي و حتى مايس. لقد شعرنا كأننا الوحيدون الذين يستمعون إلي اغاني الراب في مصر". مُلهمَين، شكل الثنائي فرقة "كروم" (1) وابتدأت رحلتهما إلى عالم الهيب هوب، مؤدّيين باللغة الإنجليزية على موسيقى مصنوعة بفضل برنامج جاراجباند (2)
ابتعد موسى شيئا فشيئا عن الراب والإنتاج الموسيقي، وبعد مرحلة الثانوي (2012)، سافر إلى روما ليدرس السينما. وفي عام 2014 انجذب مرة أخرى نحو الهيب هوب بعد أن "سمع أصوات الـ 808 و الهاي هاتس المستخدمة في موسيقى التراب وأراد صناعة الشيء ذاته"، فعاد من جديد إلى ممارسة البيتماكينغ وكتابة نصوص الفريستايلات بالإنجليزية. بعد التخرج سنة 2016، عاد مروان من روما إلى مصر وحينها قرر أن يقدّم الراب بالعربي
من خلال موسيقاه، يمكن أن نستبين بوضوح أن موسى يستلهم كثيرا من مشهد "التراب" الأطلنطي. فيوتشر، ميغوس ويونغ ثوج يندرجون ضمن المفضلين لديه، إضافة إلى ألبوم ترافيس سكوت "ايام قبل روديو" ، فهو يقول "احببت كيف يستخدمون الفلو في أغانيهم، ولكن ايضا كل أولئك المنتجين المجنونين مثل ساوث سايد، مترو بومين، لندن، ومايك ويل الذين يصنعون نغمات رائعة وملهمة"
علي الرغم من بدايته الجدية التي تعود إلى 2016 فقط، إلا أنه قطع خطوات مهمة منذ ذلك الوقت. فقد تميز في ظهوره بتراك "لا مفيش" مع الفنان أبيوسف الذي وصفه ب"الاخ والمعلم"، وقدم شريط فيديو لأغنيته "الجزء التاني" المصوّرة في الاسماعيلية مسقط رأسه. من بين مشاريعه المستقبلية، هو يخطط للاستمرار في العمل مع أبيوسف. مروان يعد ايضا مشجعا كبيرا لموسيقي البوب العربية، ويُقر بأن حبه للمهرجانات الأقل صيتا قد يقود إلى "تعاون اكثر واقعية"
"تعجبني الدعابات لكن الطريقة التي افكر بها ليست منظمة. لذلك بطريقة ما تاخذ الاغنية المستمع في جولة حيث نتابع الكلمات ونرى اين سترسو بنا، ولكني في كل مرة أحاول التعبير عن شئ ما بداخلي "
أغاني مروان موسي مميزة فهو يستحضر الخلود في أعماله و يوظف كلا من الاولد والنيو سكول بها . موسيقاه تُميزها "الألحان الدافئة التي تثير العاطفة نوعا ما، والطبول الواضحة جدا"، وعندما يتعلق الأمر بالجانب الكلماتي، فهو يمتلك حسا كوميديا وتدفقه المتشابك من الأفكار يأخذك في تيار من اللاوعي " حيث نتابع الكلمات ونري اين سترسو بنا"، مع التأكيد على "إخراج شئ ما بالداخل في كل مرة". فمروان يكره أي شئ يفتقد الأصالة
يعمل موسى حاليا على إتمام ألبوم مكون من 8 أغاني بعنوان "بالمناسبة"، والذي لايزال في مرحلة التسجيل، ومن المتوقع أن يصدر خلال الأشهر المقبلة. ويمكن القول بعد ما سمعناه إلى غاية الآن بأن هذا الألبوم سيحدث قفزة ويقتحم مشهد الهيب هوب المصري
(1): Chrome
(2): Garagebande